كيــف تصبح كآآآتب المستقـبل..!!
2 مشترك
منتديات ملتقى الأحبه :: *·~-.¸¸,.-~*منتديات أدبية*·~-.¸¸,.-~* :: القصص - قصيره - طويلة - روايات غرامية
صفحة 1 من اصل 1
كيــف تصبح كآآآتب المستقـبل..!!
كيف تصبح كاتب المستقبل
--------------------------------------------------------------------------------
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
حيا الله الجميع ...
<(--- الجزء الأول ---)>
فن القصة
ما هي القصة ؟
القصة مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب , و هي تتناول حادثة واحدة أو حوادث عدة , تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة ، تتباين أساليب عيشها و تصرفها في الحياة , على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الأرض . و يكون نصيبها في القصة متفاوتاً من حيث التأثر و التأثير .
و تختلف الأقصوصة في أنها تصور فترة كاملة من حياة خاصة أو مجموعة من الحيوات ، بينما الأقصوصة تتناول قطاعاً أو شريحة أو موقفاً من الحياة .
ما هي مهمة القاص ؟
مهمة القاص تنحصر في نقل القارئ إلى حياة القصة ، بحيث يتيح له الاندماج التام في حوادثها ، و يحمله على الاعتراف في صدق التفاعل الذي يحدث بين الشخصيات و الحوادث . و هذا أمر يتيسر له ، إذا استطاع أن يصور الشخصيات في حياتها الطبيعية الخاصة .
كيف يهتدي القارئ لما يريده الكاتب ؟
الكاتب دائماً يقوم بعملية تبسيط و اختيار شخصياته ، و رسم النموذج الحي ، و محيط القصة ، و الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى نتائج القصة , أو النتائج التي تولدت عن تلك الأسباب ، و هذه هي أهم ما يوجه إليه الكاتب عنايته . و يستطيع القارئ أن يهتدي إلى الطريقة التي سار عليها الكاتب ، في كل ذلك ، إذا سأل نفسه ، عقب قراءة القصة ، هذين السؤالين :
1ـ ما هو العنصر السائد في القصة ؟
2ـ كيف نسق القاص مادته و رتبها ، بحيث يجعل تطور القصة واضحاً ممتعا ً ؟
العنصر السائد في القصة
إن أهم سؤال يطرحه القارئ على نفسه بعد قراءة القصة , هو : هل تركت في النفس أثراً لا ينسى , و هل هذا الأثر الذي تركته ـ إن كانت قد فعلت ذلك ـ ناتج عن سلسلة من الحوادث , أو عن شخصية من الشخصيات ، أو عن فكرة من الفكر ، أو عن صورة لمجتمع في فترة معينة , أو لجماعة من الجماعات ؟
هذا الأثر هو العنصر السائد في القصة .
و سيادة عنصر ما في القصة ، تظهر للقارئ في الشكل من الأشكال التالية ، و هي :
1ـ سيادة الحوادث
2ـ و سيادة الشخصية
3ـ و سيادة البيئة أو الجو
4ـ و سيادة الفكرة .
و لعل " الحادثة " هي أوضح هذه العناصر , و أكثرها شيوعاً في القصص و جذباً .
و لهذا يتوقع من الكاتب أن يقدم للقارئ سلسلة من الحوادث الغامضة ، و المغامرات و المخاطرات . و هذه القصص عادة ، تكون قصيرة العمر ، لا تتسم بميسم الخلود . إلا أن بعضها احتفظ بسحره و تأثيره على مر السنين .
و لكي يحقق الكاتب السيطرة و البروز للحادثة ، يعمد إلى طريقة سهلة مبسطة . فهو يرسم المشاهد ، و يصف المواقع التي تدور فيها الأحداث ، بحيث تصبح كأنها ستارة من ستائر المسرح الخلفية , كل فائدتها أنها تقدم للمشاهد أو للقارئ صورة ملمومة من الأطراف ، ضيقة النطاق ، يسهل إدراكها و استيعابها من أول نظرة .
إلا أن نقاد القصة عبر العصور ، اجمعوا على أن مستوى هذه القصة ، ينخفض عن مستوى غيرها من أنواع القصص الأخرى .
و قد يبدو في بعض القصص أن الشخصية تبرز و تسيطر على الحوادث , بما لها من قوة و جاذبية ، و لكن عندما نتفحص القصة جيداً ، نجد أن الكاتب لا يكتفي بذلك ، بل يعمد إلى وسائل فنية مختلفة ، ليوفر لها هذه السيادة .
أما البيئة التي قد تكون العنصر السائد في بعض القصص ، فنعني بها مجموعة القوى و العوامل الثابتة و الطارئة ، التي تحيط بالفرد و تؤثر في تصرفاته في الحياة و توجيهها وجهة معينة .
و خير ما يمثل هذا النوع ، قصص أميل زولا و درايزر و نوريس و كتاب المدرسة الطبيعية بوجه عام . فالعوامل الاجتماعية التي تحيط بالإنسان هي (الشخصيات) المؤثرة في القصة ، و ما الرجال و النساء في أيديها إلا دمى صماء بكماء ، تعبث بها ما شاء لها العبث ، و توجهها الوجهة التي ترضاها .
و من هذا القبيل أيضاً ـ أي الناحية البيئية ـ تلك القصص التي تكون فيها حياة الجماعة هي العنصر الفعال في توجيه تصرفات الأفراد و تكييف حياتهم الخاصة ، و تلوين الحوادث التي تجري حولهم .
و هناك أخيراً ذلك النوع من القصص الذي تكون السيادة فيه لفكرة من الأفكار تطفو على سطح الحوادث ، و تحجب البيئة و الشخصيات خلفها . و كثيراً ما تكون الغاية الأولى لقصص كهذه إصلاح المجتمع , أو السخرية من بعض النقائص الاجتماعية ، أو استهجان بعض الأفكار الطارئة . و الكاتب يعتمد إلى تجسيم بعض المعايب . و يظهرها مع الفضائل جنباً إلى جنب ، حتى تقدم للقارئ مثلاً محسوساً يستطيع أن يضع أصبعه عليه ، و يميز خبيثه من طيبه ، بسهولة لا تتاح له لو ظلت هذه المثل أفكاراً مجردة خالية من كل حياة .
و من خير ما يميز هذا النوع ، قصة " كوخ العم توم " التي تناولت فيها هارييت بيتشر ستاو قضية العبيد المزمنة في أميركا .
القارئ و عناصر القصة
إذا اعتبرنا العنصر السائد في القصة ، أول ناحية جديرة بالالتفات في نظر القارئ ، فلا شك في أن تطوير الحوادث هو الناحية الثانية .
و التطوير هو الدافع الملح الذي يحمل القارئ على تقليب صفحات القصة ، بلذة و نهم ، لكي يكتشف النهاية التي تبلغها الحوادث في سيرها الحثيث .
و قد تتطور الحوادث في القصة بحركة بطيئة ، أو بحركة معقدة و غامضة ، فنشعر كأنها تحبو حبواً بطيئاً ، في خطوات وئيدة ، مما يؤدي إلى ملل القارئ و سأمه .
و الصعوبة التي نلمسها في تتبع بعض القصص لا تعزى في الحقيقة إلى غثاثة المادة أو تعقيدها ، بقدر ما تعزى إلى الإهمال لتطوير القصة ، و الانصراف إلى استكشاف الدوافع الخفية الغامضة في تصرفات الشخصيات . و بهذا تصبح أشد المواقف التي تمر بها الشخصيات تأججاً و ضراماً ، خافتة غامضة .
نصيحة : <( على القارئ الذي يريد أن يتفهم طبيعة التطور في القصة ، أن يسعى إلى اكتشاف الخطة الأساسية التي رسمها الكاتب لها أولا ً )> .
لا بد من الكاتب أن يجمع مادته في وحدة منسجمة متماسكة حتى يستطيع القارئ أن يتتبعها بشوق و نهم ، و في الغالب تكون الوحدة واحدة من ثلاث ، هي :
1ـ وحدة الحادثة .
2ـ وحدة الحياة .
3ـ وحدة العمل القصصي .
عندما يتمكن القارئ من فهم الخطة الأساسية التي بنيت عليها القصة ، يتقدم إلى الخطوة التالية ، و هي تبين الطريقة التي يتبعها الكاتب في تطوير قصته و السير بها قدماً . و عليه هنا أن يتساءل ما الذي يستحثني على تقليب صفحات هذه القصة !! و لماذا أشعر برغبة جارفة في متابعة القراءة حتى النهاية ؟
و الجواب على ذلك هو أن الكاتب استطاع أن يجتذب القارئ إليه منذ البداية ، و كلما سارت حوادث القصة قدماً ، وجد القارئ فيها من أنواع اللذة و التشويق ما يدفعه دفعاً إلى متابعة القراءة .
نصيحة : <( عندما ينجح الكاتب في اجتذاب القارئ و الاستئثار بلبه و السيطرة على أحاسيسه ، تبدأ عملية التشويق و المماطلة ، و ما يصحبها من الاستثارة الدائمة ، التي تأبى القرار و الهمود و لا تنقع لها غلة و لا يشفى اوام )> .
نصيحة : <( على الكاتب أن يدرك أن القارئ يميل بوجهه عن البضاعة المزجاة و يغص باللقمة السائغة )> .
نصيحة : <( غريزة حب الاستطلاع مطية ذلول للتشويق ؛ فإن القارئ الذي يفتح عينيه على موقف مغلف بالأسرار و الألغاز ، يجد نفسه مسوقاً بدافع غريزي إلى شق الحجب و هتك الأسرار . و كلما طال أمد هذا الإلحاح الغريزي ، ازدادت الرغبة في معرفة النتائج و استجلاء ما استغلق من الحقائق )> .
و إذا ذكرنا التشويق ، فلا مناص لنا من أن نذكر الذروة ، و هي القمة التي تبلغها أحداث القصة في تعقيدها . و عندما يبلغها القارئ ينفعل أشد الانفعال ، و تتلاحق أنفاسه ، و تضطرب عواطفه ، و تختلط أحاسيسه ، فتزداد بهذا متعته ، و يتضاعف شوقه إلى معرفة الحل و إلى اكتشاف الحالة التي ستؤول إليها الأمور بعد ذلك .
ما هي الوسائل التي يستطيع بها الكاتب الاستئثار باهتمام القارئ ؟
لتعقيد الحوادث و تأثير التشويق و المماطلة و الذروة و للعمل القصصي في مختلف ألوانه و صوره ، و لوسائل الإيضاح التي يقدمها الكاتب للقارئ ، و لقانون السببية الذي ترتبط به الحوادث . و لننظر الآن في مصدر جديد من مصادر المتعة و التشويق ، و هو : الشخصية الإنسانية في القصة .
القارئ و شخصيات القصة
تعتبر الشخصية الإنسانية مصدر إمتاع و تشويق في القصة لعوامل كثيرة ؛ منها أن هناك ميلاً طبيعياً عند كل إنسان إلى التحليل النفسي و دراسة الشخصية .
و قارئ هذا النوع من القصص ، لا يجد متعة في تصرفات الشخصيات ، بقدر ما يجدها في الأسباب التي دعتها إلى مثل هذه التصرفات .
و لعل هذه المتعة التي يحس بها القارئ عند تتبع خط سير الشخصية الإنسانية في القصة ، ناتجة عن تلك الأواصر التي تنعقد بينهما . و هو ربما تعاطف مع الشخصية و ما إليها ، لأنه يجد فيها مشابهة منه ، و هكذا تكون قراءة القصة بالنسبة إليه عملية بوح و اعتراف .
و هنالك شخصيات نموذجية ، تعكس مجموعة من صفات الشخصية الإنسانية عامة .
أو بعض الصفات التي تشترك فيها مع نفر من الشخصيات التي يعرفها أو يلتقيها كل يوم . و لعل القارئ ينتشي سروراً عندما يرى هذه الشخصيات تعيد تمثيل دورها ، الذي تمثله أمامه في الحياة ، على مسرح القصة كاملاً ، مصحوباً بأسبابه الخفية و نتائجه المتوقعة . أو لعله يتمنى أيضاً أن يراها في أوضاع خاصة و حالات غريبة ، حتى يرى أثر هذه الأوضاع و الحالات فيها .
و كثيراً ما يتشبه القارئ ببعض الشخصيات التي يقابلها في القصة دون أن يشعر .
و ثمة سبب آخر من أسباب هذه المتعة ، و لعله أهمها ، و هو لذة التعرف إلى شخصيات جديدة ، و لا سيما إذا كانت من النوع الذي يعكس بعض الصفات و المثل التي تلقى هوى في نفس القارئ .
حبكة القصة
حبكة القصة هي سلسلة الحوادث التي تجري فيها ، مرتبطة عادة برابط السببية . و هي لا تفصل عن الشخصيات إلا فصلاً مصطنعاً مؤقتاً ، و ذلك لتسهيل الدراسة .
العظمة الحقيقية في القصة تعتمد على عظمة موضوعها ، أو القيمة الحقيقية لموادها الأولية . و لكن عظمة الموضوع وحدها لا تكفي لجعل القصة عظيمة ، إذ لا بد لها زيادة على ذلك ، من يد صناع تستطيع أن تبرز خصائصها ، و تظهر صفاتها و طاقتها الكامنة على أحسن وجه .
و معنى هذا أن الأمر يتوقف على عملية الإبداع أو الخلق في القصة ، و ما يرافقها من موهبة طبيعية و براعة فنية . و لكن هاتين الصفتين لا تؤديان بالكاتب إلى النتيجة المتوخاة , و لا تبلغانه من فنه ما يريد ، إلا إذا كانت خبرته بالحياة واسعة عميقة .
و الحديث عن الخبرة الواسعة ، يقودنا إلى مسألة أساسية في كتابة القصة ، و هي الصدق في التعبير عن الشخصية و في تصوير الحياة . فالصدق ، بهذا المعنى ، هو الشرط الأول في كل عمل أدبي عظيم . ولهذا يترتب على الكاتب أن يتقيد بمجال خبرته ، و إلا يعرض للموضوعات التي تنقصه الخبرة الشاملة العميقة بها .
نستطيع أن نقسم القصة ، من حيث تركيب الحبكة ، إلى نوعين متميزين هما :
1ـ القصة ذات الحبكة المفككة .
2ـ القصة ذات الحبكة العضوية المتماسكة .
و تبنى القصة من النوع الأول ، على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة التي لا تكاد ترتبط برباط ما . و وحدة العمل القصصي فيها لا يعتمد على تسلسل الحوادث ، و لن على البيئة التي تتحرك فيها القصة ، أو على الشخصية الأولى فيها ، أو على النتيجة العامة التي تنتظم فيها الحوادث و الشخصيات جميعاً .
أما القصة ذات الحبكة المتماسكة فإنها على العكس من ذلك ، إذ تقوم على حوادث مترابطة ، بأخذ بعضها برقاب بعض ، و تسير في خط مستقيم حتى تبلغ مستقرها .
و لكل منها مساوئ و محاسن ، سنتحدث عنها فيما يلي :
فمما يؤخذ على القصة ذات الحبكة المتماسكة أنها قد تنقلب أحياناً إلى عمل آلي ، حتى أن القارئ يشعر فيها بإحكام الصنعة .
و مما يؤخذ عليها أيضاً أنها تؤدي إلى الافتعال و الصدفة حيث نقع على بعض التفاصيل المفتعلة .
و نستنتج مما سبق شرطين أساسين ، يجب أن يتوافرا في الحبكة القصصية المتقنة ، و هما :
أن تتحرك بطريقة طبيعية خالية من الصدفة و الافتعال ، و أن تكون مركبة بطريقة مقبولة مقنعة ، لا نشعر فيها بآلية العمل القصصي .
الحبكة القصصية تنقسم من حيث موضوعها إلى نوعين :
1ـ الحبكة البسيطة .
2ـ الحبكة المركبة .
ففي النوع الأول ، تكون القصة مبنية على حكاية واحدة ، أما في النوع الثاني فتكون مركبة من حكايتين أو أكثر .
عند دراسة حبكة القصة ـ طريقة عرض الحوادث أو تطويرها ـ نجد أن الكاتب باستطاعته أن يلجأ إلى طريقة من الطرق التالية :
1ـ السرد المباشر .
2ـ الترجمة الذاتية .
3ـ الوثائق أو الرسائل المتبادلة .
4ـ تيار الوعي أو المونولوج الداخلي .
الشخصية الإنسانية في القصة
أول ما يطلب من الكاتب ، سواء استمد موضوعه من التجارب العادية في الحياة ، أو تعدى نطاق المألوف إلى عوالم الخيال و الخوارق ، أن يتحرك رجاله و نساؤه على صفحات القصة ، حركة الأحياء الذين نعرفهم أو نعلم بوجودهم . و يجب أن يحافظوا على مثل هذه الحركة طوال القصة ، و أن يظلوا أحياء في ذاكرتنا بعد أن ننتهي من قراءتها .
من أين يأتي الكاتب بشخصياته ؟
من طرق عدة منها :
1ـ الملاحظة المباشرة .
2ـ يسمع عنها في أحد مجالسه أو أحد أصدقائه .
3ـ يقرأ عنها في صحيفة أو ما شابهها .
4ـ وليدة أفكاره .
و فيما يختص الملاحظة المباشرة ، نجد أن خبرة الإنسان بأنواع الشخصيات في الحياة ضيقة و محدودة . على أن كتاب القصة يختلفون في ذلك اختلافا بيناً .
نصيحة : <( وسع مداركك ، فالمعرفة الواسعة لمختلف الشخصيات الإنسانية ، ضرورية جداً للقاص الذي يسعى إلى رسم شخصيات صادقة حية ، و لا بد من أن تترك المجال لخيالك ليلعب دوراً في رسم الشخصيات )> .
لو فرضنا أن الكاتب استطاع أن يجمع المادة الخام التي تيسر له تشكيل الشخصية التي تخدم غرضه ، فماذا يكون موقفه منها كمخلوقات صنعها بيديه و نفخ فيها الروح ؟؟؟!
الإجابة على هذا السؤال جلية واضحة . فقد قال مورياك : " ... و تالله إي أحب شخصيات رواياتي ، و أحب منهم أشقاهم ، حب الأم التي تعطف بغريزتها على الحريب المحروم من أبنائها .
كيف يستطيع الكاتب رسم شخصيات قصته ؟
يعمد الكاتب إلى وسيلتين لرسم شخصيات القصة ، و هي :
1ـ طريقة التحليل : و هي الطريقة المباشرة .
2ـ طريقة التمثيل : و هي الطريقة غير المباشرة .
ما هي الأشياء التي تميز الخصية القصصية ؟
أول ما يميز شخصيات القصة ، هو حظها من البساطة و التعقيد .
و هنالك أيضاً نوعان متميزان من الشخصيات القصصية :
1ـ الشخصيات المسطحة .
2ـ الشخصيات النامية .
و النوع الأول ، تبنى فيه الشخصية عادة حول فكرة واحدة أو صفة لا تتغير طوال القصة ، فلا تؤثر فيها الحوادث ، و لا تأخذ منها شيئاً .
فمما يسهل عمل الكاتب أنه يستطيع بلمسة واحدة أن يقيم بناء هذه الشخصية .
أما القارئ فإنه يجد في مثل هذه الشخصيات بعض أصدقائه و معارفه الذين يقابلهم كل يوم .
أما الشخصيات النامية ، فهي التي تتكشف لنا تدريجياً ، خلال القصة ، و تتطور بتطور حوادثها ، و يكون تطورها عادة نتيجة لتفاعلها المستمر مع هذه الحوادث .
و المحك الذي تميز به الشخصية النامية ، هو قدرتها الدائمة على مفاجأتنا بطريقة مقنعة .
بيئة القصة
بيئة القصة هي حقيقتها الزمانية و المكانية ، أي كل ما يتصل بوسطها الطبيعي ، و بأخلاق الشخصيات و شمائلهم و أساليبهم في الحياة .
و الكاتب أيضاً يستعين في رسم بيئة قصته على :
1ـ الملاحظة و المشاهدة .
2ـ قراءاته الخاصة .
3ـ ينسجها بخياله نسجاً .
و مهما يكن الأمر ، فلا بد للكاتب من أن يعي البيئة وعياً تاماً ، و أن يتبين تفاعلها مع الشخصيات مؤثرة كانت أم متأثرة . و هناك كثير من القصص التي تستمد روعتها من تصويرها الصادق لبيئة من البيئات ، أو لطبقة من الطبقات الاجتماعية .
الأسلوب
أسلوب القصة هو الطريقة التي يستطيع بها الكاتب أن يصطنع الوسائل التي بين يديه ، لتحقيق أهدافه الفنية . و الوسائل التي يمتلكها الكاتب هي الشخصيات و الحوادث و البيئة ، و تأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة ، و هي جمع هذه الوسائل في عمل فني كامل .
و الأسلوب التعبيري لا ينفصل عن المعنى بوجه من الوجوه ، إذا أخذنا المعنى بمدلوله الواسع ، و هو الذي قسمه الناقد رتشارد إلى أربعة أقسام :
1ـ المعنى
2ـ الإحساس
3ـ الإيقاع
4ـ القصد
فالإحساس هو موقف الكاتب من المعنى الذي يريد نقله ، و الإيقاع هو وسيلته إلى الاتصال بالقارئ ، و القصد هو الغاية التي يسعى إلى بلوغها .
قالوا
*( قال فلوبير : مهما يكن الشيء الذي يسعى الإنسان إلى التعبير عنه ، فإن هناك كلمة واحدة تعبر عنه ، و فعلاً واحداً يوحي به ، و صفة واحدة تحدده . و لهذا يترتب على الكابت أن يطيل البحث و التنقيب ، حتى يعثر على هذه الكلمة و ذاك الفعل وتلك الصفة )*
*( قال بروست : مهمة الكاتب ليست في حقيقتها سوى عملية ترجمة )*
*( الأسلوب هو الكاتب ، و نفسية الكاتب تختلف باختلاف الأوقات و الظروف و مطارح الإلهام ، و لهذا يترتب عليه أن يتخلص من حالاته البغيضة ، و من نزواته الشاذة ، قبل الشروع في الكتابة )*
--------------------------------------------------------------------------------
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
حيا الله الجميع ...
<(--- الجزء الأول ---)>
فن القصة
ما هي القصة ؟
القصة مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب , و هي تتناول حادثة واحدة أو حوادث عدة , تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة ، تتباين أساليب عيشها و تصرفها في الحياة , على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الأرض . و يكون نصيبها في القصة متفاوتاً من حيث التأثر و التأثير .
و تختلف الأقصوصة في أنها تصور فترة كاملة من حياة خاصة أو مجموعة من الحيوات ، بينما الأقصوصة تتناول قطاعاً أو شريحة أو موقفاً من الحياة .
ما هي مهمة القاص ؟
مهمة القاص تنحصر في نقل القارئ إلى حياة القصة ، بحيث يتيح له الاندماج التام في حوادثها ، و يحمله على الاعتراف في صدق التفاعل الذي يحدث بين الشخصيات و الحوادث . و هذا أمر يتيسر له ، إذا استطاع أن يصور الشخصيات في حياتها الطبيعية الخاصة .
كيف يهتدي القارئ لما يريده الكاتب ؟
الكاتب دائماً يقوم بعملية تبسيط و اختيار شخصياته ، و رسم النموذج الحي ، و محيط القصة ، و الكشف عن الأسباب التي تؤدي إلى نتائج القصة , أو النتائج التي تولدت عن تلك الأسباب ، و هذه هي أهم ما يوجه إليه الكاتب عنايته . و يستطيع القارئ أن يهتدي إلى الطريقة التي سار عليها الكاتب ، في كل ذلك ، إذا سأل نفسه ، عقب قراءة القصة ، هذين السؤالين :
1ـ ما هو العنصر السائد في القصة ؟
2ـ كيف نسق القاص مادته و رتبها ، بحيث يجعل تطور القصة واضحاً ممتعا ً ؟
العنصر السائد في القصة
إن أهم سؤال يطرحه القارئ على نفسه بعد قراءة القصة , هو : هل تركت في النفس أثراً لا ينسى , و هل هذا الأثر الذي تركته ـ إن كانت قد فعلت ذلك ـ ناتج عن سلسلة من الحوادث , أو عن شخصية من الشخصيات ، أو عن فكرة من الفكر ، أو عن صورة لمجتمع في فترة معينة , أو لجماعة من الجماعات ؟
هذا الأثر هو العنصر السائد في القصة .
و سيادة عنصر ما في القصة ، تظهر للقارئ في الشكل من الأشكال التالية ، و هي :
1ـ سيادة الحوادث
2ـ و سيادة الشخصية
3ـ و سيادة البيئة أو الجو
4ـ و سيادة الفكرة .
و لعل " الحادثة " هي أوضح هذه العناصر , و أكثرها شيوعاً في القصص و جذباً .
و لهذا يتوقع من الكاتب أن يقدم للقارئ سلسلة من الحوادث الغامضة ، و المغامرات و المخاطرات . و هذه القصص عادة ، تكون قصيرة العمر ، لا تتسم بميسم الخلود . إلا أن بعضها احتفظ بسحره و تأثيره على مر السنين .
و لكي يحقق الكاتب السيطرة و البروز للحادثة ، يعمد إلى طريقة سهلة مبسطة . فهو يرسم المشاهد ، و يصف المواقع التي تدور فيها الأحداث ، بحيث تصبح كأنها ستارة من ستائر المسرح الخلفية , كل فائدتها أنها تقدم للمشاهد أو للقارئ صورة ملمومة من الأطراف ، ضيقة النطاق ، يسهل إدراكها و استيعابها من أول نظرة .
إلا أن نقاد القصة عبر العصور ، اجمعوا على أن مستوى هذه القصة ، ينخفض عن مستوى غيرها من أنواع القصص الأخرى .
و قد يبدو في بعض القصص أن الشخصية تبرز و تسيطر على الحوادث , بما لها من قوة و جاذبية ، و لكن عندما نتفحص القصة جيداً ، نجد أن الكاتب لا يكتفي بذلك ، بل يعمد إلى وسائل فنية مختلفة ، ليوفر لها هذه السيادة .
أما البيئة التي قد تكون العنصر السائد في بعض القصص ، فنعني بها مجموعة القوى و العوامل الثابتة و الطارئة ، التي تحيط بالفرد و تؤثر في تصرفاته في الحياة و توجيهها وجهة معينة .
و خير ما يمثل هذا النوع ، قصص أميل زولا و درايزر و نوريس و كتاب المدرسة الطبيعية بوجه عام . فالعوامل الاجتماعية التي تحيط بالإنسان هي (الشخصيات) المؤثرة في القصة ، و ما الرجال و النساء في أيديها إلا دمى صماء بكماء ، تعبث بها ما شاء لها العبث ، و توجهها الوجهة التي ترضاها .
و من هذا القبيل أيضاً ـ أي الناحية البيئية ـ تلك القصص التي تكون فيها حياة الجماعة هي العنصر الفعال في توجيه تصرفات الأفراد و تكييف حياتهم الخاصة ، و تلوين الحوادث التي تجري حولهم .
و هناك أخيراً ذلك النوع من القصص الذي تكون السيادة فيه لفكرة من الأفكار تطفو على سطح الحوادث ، و تحجب البيئة و الشخصيات خلفها . و كثيراً ما تكون الغاية الأولى لقصص كهذه إصلاح المجتمع , أو السخرية من بعض النقائص الاجتماعية ، أو استهجان بعض الأفكار الطارئة . و الكاتب يعتمد إلى تجسيم بعض المعايب . و يظهرها مع الفضائل جنباً إلى جنب ، حتى تقدم للقارئ مثلاً محسوساً يستطيع أن يضع أصبعه عليه ، و يميز خبيثه من طيبه ، بسهولة لا تتاح له لو ظلت هذه المثل أفكاراً مجردة خالية من كل حياة .
و من خير ما يميز هذا النوع ، قصة " كوخ العم توم " التي تناولت فيها هارييت بيتشر ستاو قضية العبيد المزمنة في أميركا .
القارئ و عناصر القصة
إذا اعتبرنا العنصر السائد في القصة ، أول ناحية جديرة بالالتفات في نظر القارئ ، فلا شك في أن تطوير الحوادث هو الناحية الثانية .
و التطوير هو الدافع الملح الذي يحمل القارئ على تقليب صفحات القصة ، بلذة و نهم ، لكي يكتشف النهاية التي تبلغها الحوادث في سيرها الحثيث .
و قد تتطور الحوادث في القصة بحركة بطيئة ، أو بحركة معقدة و غامضة ، فنشعر كأنها تحبو حبواً بطيئاً ، في خطوات وئيدة ، مما يؤدي إلى ملل القارئ و سأمه .
و الصعوبة التي نلمسها في تتبع بعض القصص لا تعزى في الحقيقة إلى غثاثة المادة أو تعقيدها ، بقدر ما تعزى إلى الإهمال لتطوير القصة ، و الانصراف إلى استكشاف الدوافع الخفية الغامضة في تصرفات الشخصيات . و بهذا تصبح أشد المواقف التي تمر بها الشخصيات تأججاً و ضراماً ، خافتة غامضة .
نصيحة : <( على القارئ الذي يريد أن يتفهم طبيعة التطور في القصة ، أن يسعى إلى اكتشاف الخطة الأساسية التي رسمها الكاتب لها أولا ً )> .
لا بد من الكاتب أن يجمع مادته في وحدة منسجمة متماسكة حتى يستطيع القارئ أن يتتبعها بشوق و نهم ، و في الغالب تكون الوحدة واحدة من ثلاث ، هي :
1ـ وحدة الحادثة .
2ـ وحدة الحياة .
3ـ وحدة العمل القصصي .
عندما يتمكن القارئ من فهم الخطة الأساسية التي بنيت عليها القصة ، يتقدم إلى الخطوة التالية ، و هي تبين الطريقة التي يتبعها الكاتب في تطوير قصته و السير بها قدماً . و عليه هنا أن يتساءل ما الذي يستحثني على تقليب صفحات هذه القصة !! و لماذا أشعر برغبة جارفة في متابعة القراءة حتى النهاية ؟
و الجواب على ذلك هو أن الكاتب استطاع أن يجتذب القارئ إليه منذ البداية ، و كلما سارت حوادث القصة قدماً ، وجد القارئ فيها من أنواع اللذة و التشويق ما يدفعه دفعاً إلى متابعة القراءة .
نصيحة : <( عندما ينجح الكاتب في اجتذاب القارئ و الاستئثار بلبه و السيطرة على أحاسيسه ، تبدأ عملية التشويق و المماطلة ، و ما يصحبها من الاستثارة الدائمة ، التي تأبى القرار و الهمود و لا تنقع لها غلة و لا يشفى اوام )> .
نصيحة : <( على الكاتب أن يدرك أن القارئ يميل بوجهه عن البضاعة المزجاة و يغص باللقمة السائغة )> .
نصيحة : <( غريزة حب الاستطلاع مطية ذلول للتشويق ؛ فإن القارئ الذي يفتح عينيه على موقف مغلف بالأسرار و الألغاز ، يجد نفسه مسوقاً بدافع غريزي إلى شق الحجب و هتك الأسرار . و كلما طال أمد هذا الإلحاح الغريزي ، ازدادت الرغبة في معرفة النتائج و استجلاء ما استغلق من الحقائق )> .
و إذا ذكرنا التشويق ، فلا مناص لنا من أن نذكر الذروة ، و هي القمة التي تبلغها أحداث القصة في تعقيدها . و عندما يبلغها القارئ ينفعل أشد الانفعال ، و تتلاحق أنفاسه ، و تضطرب عواطفه ، و تختلط أحاسيسه ، فتزداد بهذا متعته ، و يتضاعف شوقه إلى معرفة الحل و إلى اكتشاف الحالة التي ستؤول إليها الأمور بعد ذلك .
ما هي الوسائل التي يستطيع بها الكاتب الاستئثار باهتمام القارئ ؟
لتعقيد الحوادث و تأثير التشويق و المماطلة و الذروة و للعمل القصصي في مختلف ألوانه و صوره ، و لوسائل الإيضاح التي يقدمها الكاتب للقارئ ، و لقانون السببية الذي ترتبط به الحوادث . و لننظر الآن في مصدر جديد من مصادر المتعة و التشويق ، و هو : الشخصية الإنسانية في القصة .
القارئ و شخصيات القصة
تعتبر الشخصية الإنسانية مصدر إمتاع و تشويق في القصة لعوامل كثيرة ؛ منها أن هناك ميلاً طبيعياً عند كل إنسان إلى التحليل النفسي و دراسة الشخصية .
و قارئ هذا النوع من القصص ، لا يجد متعة في تصرفات الشخصيات ، بقدر ما يجدها في الأسباب التي دعتها إلى مثل هذه التصرفات .
و لعل هذه المتعة التي يحس بها القارئ عند تتبع خط سير الشخصية الإنسانية في القصة ، ناتجة عن تلك الأواصر التي تنعقد بينهما . و هو ربما تعاطف مع الشخصية و ما إليها ، لأنه يجد فيها مشابهة منه ، و هكذا تكون قراءة القصة بالنسبة إليه عملية بوح و اعتراف .
و هنالك شخصيات نموذجية ، تعكس مجموعة من صفات الشخصية الإنسانية عامة .
أو بعض الصفات التي تشترك فيها مع نفر من الشخصيات التي يعرفها أو يلتقيها كل يوم . و لعل القارئ ينتشي سروراً عندما يرى هذه الشخصيات تعيد تمثيل دورها ، الذي تمثله أمامه في الحياة ، على مسرح القصة كاملاً ، مصحوباً بأسبابه الخفية و نتائجه المتوقعة . أو لعله يتمنى أيضاً أن يراها في أوضاع خاصة و حالات غريبة ، حتى يرى أثر هذه الأوضاع و الحالات فيها .
و كثيراً ما يتشبه القارئ ببعض الشخصيات التي يقابلها في القصة دون أن يشعر .
و ثمة سبب آخر من أسباب هذه المتعة ، و لعله أهمها ، و هو لذة التعرف إلى شخصيات جديدة ، و لا سيما إذا كانت من النوع الذي يعكس بعض الصفات و المثل التي تلقى هوى في نفس القارئ .
حبكة القصة
حبكة القصة هي سلسلة الحوادث التي تجري فيها ، مرتبطة عادة برابط السببية . و هي لا تفصل عن الشخصيات إلا فصلاً مصطنعاً مؤقتاً ، و ذلك لتسهيل الدراسة .
العظمة الحقيقية في القصة تعتمد على عظمة موضوعها ، أو القيمة الحقيقية لموادها الأولية . و لكن عظمة الموضوع وحدها لا تكفي لجعل القصة عظيمة ، إذ لا بد لها زيادة على ذلك ، من يد صناع تستطيع أن تبرز خصائصها ، و تظهر صفاتها و طاقتها الكامنة على أحسن وجه .
و معنى هذا أن الأمر يتوقف على عملية الإبداع أو الخلق في القصة ، و ما يرافقها من موهبة طبيعية و براعة فنية . و لكن هاتين الصفتين لا تؤديان بالكاتب إلى النتيجة المتوخاة , و لا تبلغانه من فنه ما يريد ، إلا إذا كانت خبرته بالحياة واسعة عميقة .
و الحديث عن الخبرة الواسعة ، يقودنا إلى مسألة أساسية في كتابة القصة ، و هي الصدق في التعبير عن الشخصية و في تصوير الحياة . فالصدق ، بهذا المعنى ، هو الشرط الأول في كل عمل أدبي عظيم . ولهذا يترتب على الكاتب أن يتقيد بمجال خبرته ، و إلا يعرض للموضوعات التي تنقصه الخبرة الشاملة العميقة بها .
نستطيع أن نقسم القصة ، من حيث تركيب الحبكة ، إلى نوعين متميزين هما :
1ـ القصة ذات الحبكة المفككة .
2ـ القصة ذات الحبكة العضوية المتماسكة .
و تبنى القصة من النوع الأول ، على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة التي لا تكاد ترتبط برباط ما . و وحدة العمل القصصي فيها لا يعتمد على تسلسل الحوادث ، و لن على البيئة التي تتحرك فيها القصة ، أو على الشخصية الأولى فيها ، أو على النتيجة العامة التي تنتظم فيها الحوادث و الشخصيات جميعاً .
أما القصة ذات الحبكة المتماسكة فإنها على العكس من ذلك ، إذ تقوم على حوادث مترابطة ، بأخذ بعضها برقاب بعض ، و تسير في خط مستقيم حتى تبلغ مستقرها .
و لكل منها مساوئ و محاسن ، سنتحدث عنها فيما يلي :
فمما يؤخذ على القصة ذات الحبكة المتماسكة أنها قد تنقلب أحياناً إلى عمل آلي ، حتى أن القارئ يشعر فيها بإحكام الصنعة .
و مما يؤخذ عليها أيضاً أنها تؤدي إلى الافتعال و الصدفة حيث نقع على بعض التفاصيل المفتعلة .
و نستنتج مما سبق شرطين أساسين ، يجب أن يتوافرا في الحبكة القصصية المتقنة ، و هما :
أن تتحرك بطريقة طبيعية خالية من الصدفة و الافتعال ، و أن تكون مركبة بطريقة مقبولة مقنعة ، لا نشعر فيها بآلية العمل القصصي .
الحبكة القصصية تنقسم من حيث موضوعها إلى نوعين :
1ـ الحبكة البسيطة .
2ـ الحبكة المركبة .
ففي النوع الأول ، تكون القصة مبنية على حكاية واحدة ، أما في النوع الثاني فتكون مركبة من حكايتين أو أكثر .
عند دراسة حبكة القصة ـ طريقة عرض الحوادث أو تطويرها ـ نجد أن الكاتب باستطاعته أن يلجأ إلى طريقة من الطرق التالية :
1ـ السرد المباشر .
2ـ الترجمة الذاتية .
3ـ الوثائق أو الرسائل المتبادلة .
4ـ تيار الوعي أو المونولوج الداخلي .
الشخصية الإنسانية في القصة
أول ما يطلب من الكاتب ، سواء استمد موضوعه من التجارب العادية في الحياة ، أو تعدى نطاق المألوف إلى عوالم الخيال و الخوارق ، أن يتحرك رجاله و نساؤه على صفحات القصة ، حركة الأحياء الذين نعرفهم أو نعلم بوجودهم . و يجب أن يحافظوا على مثل هذه الحركة طوال القصة ، و أن يظلوا أحياء في ذاكرتنا بعد أن ننتهي من قراءتها .
من أين يأتي الكاتب بشخصياته ؟
من طرق عدة منها :
1ـ الملاحظة المباشرة .
2ـ يسمع عنها في أحد مجالسه أو أحد أصدقائه .
3ـ يقرأ عنها في صحيفة أو ما شابهها .
4ـ وليدة أفكاره .
و فيما يختص الملاحظة المباشرة ، نجد أن خبرة الإنسان بأنواع الشخصيات في الحياة ضيقة و محدودة . على أن كتاب القصة يختلفون في ذلك اختلافا بيناً .
نصيحة : <( وسع مداركك ، فالمعرفة الواسعة لمختلف الشخصيات الإنسانية ، ضرورية جداً للقاص الذي يسعى إلى رسم شخصيات صادقة حية ، و لا بد من أن تترك المجال لخيالك ليلعب دوراً في رسم الشخصيات )> .
لو فرضنا أن الكاتب استطاع أن يجمع المادة الخام التي تيسر له تشكيل الشخصية التي تخدم غرضه ، فماذا يكون موقفه منها كمخلوقات صنعها بيديه و نفخ فيها الروح ؟؟؟!
الإجابة على هذا السؤال جلية واضحة . فقد قال مورياك : " ... و تالله إي أحب شخصيات رواياتي ، و أحب منهم أشقاهم ، حب الأم التي تعطف بغريزتها على الحريب المحروم من أبنائها .
كيف يستطيع الكاتب رسم شخصيات قصته ؟
يعمد الكاتب إلى وسيلتين لرسم شخصيات القصة ، و هي :
1ـ طريقة التحليل : و هي الطريقة المباشرة .
2ـ طريقة التمثيل : و هي الطريقة غير المباشرة .
ما هي الأشياء التي تميز الخصية القصصية ؟
أول ما يميز شخصيات القصة ، هو حظها من البساطة و التعقيد .
و هنالك أيضاً نوعان متميزان من الشخصيات القصصية :
1ـ الشخصيات المسطحة .
2ـ الشخصيات النامية .
و النوع الأول ، تبنى فيه الشخصية عادة حول فكرة واحدة أو صفة لا تتغير طوال القصة ، فلا تؤثر فيها الحوادث ، و لا تأخذ منها شيئاً .
فمما يسهل عمل الكاتب أنه يستطيع بلمسة واحدة أن يقيم بناء هذه الشخصية .
أما القارئ فإنه يجد في مثل هذه الشخصيات بعض أصدقائه و معارفه الذين يقابلهم كل يوم .
أما الشخصيات النامية ، فهي التي تتكشف لنا تدريجياً ، خلال القصة ، و تتطور بتطور حوادثها ، و يكون تطورها عادة نتيجة لتفاعلها المستمر مع هذه الحوادث .
و المحك الذي تميز به الشخصية النامية ، هو قدرتها الدائمة على مفاجأتنا بطريقة مقنعة .
بيئة القصة
بيئة القصة هي حقيقتها الزمانية و المكانية ، أي كل ما يتصل بوسطها الطبيعي ، و بأخلاق الشخصيات و شمائلهم و أساليبهم في الحياة .
و الكاتب أيضاً يستعين في رسم بيئة قصته على :
1ـ الملاحظة و المشاهدة .
2ـ قراءاته الخاصة .
3ـ ينسجها بخياله نسجاً .
و مهما يكن الأمر ، فلا بد للكاتب من أن يعي البيئة وعياً تاماً ، و أن يتبين تفاعلها مع الشخصيات مؤثرة كانت أم متأثرة . و هناك كثير من القصص التي تستمد روعتها من تصويرها الصادق لبيئة من البيئات ، أو لطبقة من الطبقات الاجتماعية .
الأسلوب
أسلوب القصة هو الطريقة التي يستطيع بها الكاتب أن يصطنع الوسائل التي بين يديه ، لتحقيق أهدافه الفنية . و الوسائل التي يمتلكها الكاتب هي الشخصيات و الحوادث و البيئة ، و تأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة ، و هي جمع هذه الوسائل في عمل فني كامل .
و الأسلوب التعبيري لا ينفصل عن المعنى بوجه من الوجوه ، إذا أخذنا المعنى بمدلوله الواسع ، و هو الذي قسمه الناقد رتشارد إلى أربعة أقسام :
1ـ المعنى
2ـ الإحساس
3ـ الإيقاع
4ـ القصد
فالإحساس هو موقف الكاتب من المعنى الذي يريد نقله ، و الإيقاع هو وسيلته إلى الاتصال بالقارئ ، و القصد هو الغاية التي يسعى إلى بلوغها .
قالوا
*( قال فلوبير : مهما يكن الشيء الذي يسعى الإنسان إلى التعبير عنه ، فإن هناك كلمة واحدة تعبر عنه ، و فعلاً واحداً يوحي به ، و صفة واحدة تحدده . و لهذا يترتب على الكابت أن يطيل البحث و التنقيب ، حتى يعثر على هذه الكلمة و ذاك الفعل وتلك الصفة )*
*( قال بروست : مهمة الكاتب ليست في حقيقتها سوى عملية ترجمة )*
*( الأسلوب هو الكاتب ، و نفسية الكاتب تختلف باختلاف الأوقات و الظروف و مطارح الإلهام ، و لهذا يترتب عليه أن يتخلص من حالاته البغيضة ، و من نزواته الشاذة ، قبل الشروع في الكتابة )*
رد: كيــف تصبح كآآآتب المستقـبل..!!
تسلم زعيم والله ما في منك ولا من مواضيعك
علواااة لو في اثنين متلك ههههههههههههه
(ب)
علواااة لو في اثنين متلك ههههههههههههه
(ب)
نورس الحب- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 265
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 22/03/1992
تاريخ التسجيل : 01/03/2010
العمر : 32
الموقع : بيتنا
العمل/الترفيه : طالبة !!
المزاج : تـألمـت بـس تعلمــت
رد: كيــف تصبح كآآآتب المستقـبل..!!
منور جمالك يا اميرهم
والله انها منورة
بمديرها واهلها
ميرسي
والله انها منورة
بمديرها واهلها
ميرسي
نورس الحب- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 265
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 22/03/1992
تاريخ التسجيل : 01/03/2010
العمر : 32
الموقع : بيتنا
العمل/الترفيه : طالبة !!
المزاج : تـألمـت بـس تعلمــت
منتديات ملتقى الأحبه :: *·~-.¸¸,.-~*منتديات أدبية*·~-.¸¸,.-~* :: القصص - قصيره - طويلة - روايات غرامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى